فصل: تفسير الآية رقم (14):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: محاسن التأويل



.تفسير الآية رقم (11):

القول في تأويل قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ} [11].
{فَاسْتَفْتِهِمْ} أي: فاستخبر مشركي مكة: {أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً} أي: أقوى خلقة وأمتن بنية: {أَم مَّنْ خَلَقْنَا} أي: من السماوات، والأرض، والجبال، كقوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ} [النازعات: 27] الآية، وقوله: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [غافر: 57]، وفي اضطرارهم إلى الجواب بصغر خلقهم وتضاؤله عما ذكر، اعتراف بأنه لا يتعالى عليه أمر بعد هذا، كشأن البعث وغيره، وإليه الإشارة بقوله تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ} أي: لزج ضعيف لا قوة فيه.

.تفسير الآية رقم (12):

القول في تأويل قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [12].
{بَلْ عَجِبْتَ} أي: من إنكارهم للبعث بعد اضطرارهم للاعتراف بما يحققه: {وَيَسْخَرُونَ} أي: من تقرير أمر البعث، والاحتجاج عليه.

.تفسير الآية رقم (13):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ} [13].
{وَإِذَا ذُكِّرُوا} أي: بما يؤيده، أو وعظوا، وخوفوا من المخالفة: {لَا يَذْكُرُونَ} أي: ما يقتضيه؟ لتعنتهم وعنادهم، أو لا يخافون، ولا يتعظون.

.تفسير الآية رقم (14):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ} [14].
{وَإِذَا رَأَوْا آيَةً} أي: برهاناً واحتجاجاً على مصداقه، من آيات الكائنات في أنفسهم، أو في الآفاق: {يَسْتَسْخِرُونَ} أي: يبالغون في السخرية، بدل الاعتبار، والتدبر، والتفكر.

.تفسير الآية رقم (15):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ} [15].
{وَقَالُوا إِنْ هَذَا} أي: ادعاء ما ذكر، والاستدلال عليه، والصدع بشأنه، والقراع فيه: {إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ}.

.تفسير الآيات (16- 18):

القول في تأويل قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَو َآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ} [16- 18].
{أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ قُلْ} أي: تبكيتاً لهم.: {نَعَمْ} أي: تبعثون: {وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ} أي: ذليلون، لا جدل منكم يدفعه ولا قدرة.

.تفسير الآية رقم (19):

القول في تأويل قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ} [19].
{فَإِنَّمَا هِيَ} أي: البعثة: {زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} أي: صيحة واحدة: {فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ} أي: قيام من مراقدهم أحياء، أولو قوة مدركة، بها يبصرون، أو ينتظرون ما يفعل بهم.

.تفسير الآية رقم (20):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ} [20].
{وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ} أي: يوم الجزاء.

.تفسير الآيات (21- 22):

القول في تأويل قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ} [21- 22].
{هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا} أي: أنفسهم بالكفر، والمعاصي، والسعي بالفساد: {وَأَزْوَاجَهُمْ} أي: وأشباههم من الفجرة، أو نساءهم الكافرات: {وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ}.

.تفسير الآية رقم (23):

القول في تأويل قوله تعالى: {مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ} [23].
{مِن دُونِ اللَّهِ} أي: من الأصنام وغيرها، زيادة في تحسيرهم، وتخجيلهم: {فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ} أي: فعرفوهم طريقها ليسلكوها. والتعبير بالهداية والصراط؛ للتهكم بهم.

.تفسير الآية رقم (24):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} [24].
{وَقِفُوهُمْ} أي: احبسوهم في الموقف: {إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} أي: عن عقائدهم، وأعمالهم.

.تفسير الآية رقم (25):

القول في تأويل قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ} [25].
{مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ}: أي لا ينصر بعضكم بعضا، وقد كان شأنكم التعاضد في الحياة الأولى. وهو توبيخ لهم وتقريع.

.تفسير الآية رقم (26):

القول في تأويل قوله تعالى: {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ} [26].
{بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ} أي: منقادون مخذولون.

.تفسير الآيات (27- 28):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} [27- 28].
{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} أي: عن القهر والغلبة، أي: كنتم تضطرونا إلى ما تدعونا إليه، كما في آية: {وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَاداً} [سبأ: 33]، وقيل عن الحلف والقسم. وقيل عن جهة الخير وناحية الحق، من اليمن ضد الشؤم، أي: توهمونا وتخدعونا، أن ما أنتم عليه أمر ميمون فيه الخير والفوز، فأين مصداقه وقد نزل ما نزل؟

.تفسير الآيات (29- 35):

القول في تأويل قوله تعالى: {قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [29- 35].
{قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} أي: عن الاستجابة للداعي إليها.

.تفسير الآية رقم (36):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} [36].
{وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} أي: لقول من يقول بالمقدمات الخيالية عن الجنون، فرد عليهم بأنه لم يأت بكلام مخيل.

.تفسير الآية رقم (37):

القول في تأويل قوله تعالى: {بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ} [37].
{بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ} أي: الذين هم أعقل الأمم، وأحكم الحكماء، فمتى يتفقون على قول مصدره الجنون؟

.تفسير الآيات (38- 44):

القول في تأويل قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} [38- 44].
{إِنَّكُمْ} أي: بافترائكم: {لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} أي: في الصف مترائين، لا يحجب بعضهم عن بعض، ولا يتفاضلون في المقاعد.

.تفسير الآية رقم (45):

القول في تأويل قوله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ} [45].
{يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ} أي: شراب معين، جار كالنهر لا ينقطع.

.تفسير الآيات (46- 47):

القول في تأويل قوله تعالى: {بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ} [46- 47].
{بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ لَا فِيهَا غَوْلٌ} أي: ما يغتال العقل، ولا فساد من فساد خمر الدنيا: {وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ} أي: تذهب عقولهم.

.تفسير الآيات (48- 49):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ} [48- 49].
{وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} أي: على أزواجهن أو مبيضاته تشبيهاً بالثواب المقصور، وهو المحوَّر: {عِينٌ} أي: كبار الأعين: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ} أي: بيض نعام في الصفاء، مستور لم يركب عليه غبار. قال الشهاب: وهذا على عادة العرب في تشبيه النساء بها، وخصت ببيض النعام؛ لصفائه وكونه أحسن منظراً من سائره، ولأنها تبيض في الفلاة، وتبعد ببيضها عن أن يمس. ولذا قالت العرب للنساء: بيضات الخدور. ولأن بياضه يشوبه قليل صفرة مع لمعان، كما في الدرّ، وهو لون محمود جدًّا؛ إذ البياض الصرف غير محمود، وإنما يحمد إذا شابه قليل حمرة في الرجال، وصفرة في النساء. انتهى.
وحكى ابن جرير عن ابن عباس أنه عنى بالبيض المكنون: اللؤلؤ.
ثم قال: والعرب تقول لكل مصون: مكنون، لؤلؤاً كان أو غيره. كما قال أبو دهبل:
وَهِيَ زَهْرَاْءَ مِثْلُ لُؤْلُؤْةِ الْغَوَّاْ ** صِ مِيْزَتْ مِنْ جَوْهَرٍ مَكْنُوْنِ

.تفسير الآية رقم (50):

القول في تأويل قوله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} [50].
{فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} معطوف على يطاف، والمعنى: يشربون فيتحادثون على الشراب، كعادة أهل الشرب، عما جرى لهم وعليهم.
وقال القاشاني: أي: يتحادثون أحاديث أهل الجنة والنار، ومذاكرة أحوال السعداء والأشقياء، مطلعين على كلا الفريقين وما هم فيه من الثواب والعقاب، كما ذكر في وصف أهل الأعراف.

.تفسير الآيات (51- 53):

القول في تأويل قوله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ} [51- 53].
{قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ} أي: في المحادثة: {إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ} أي: جليس في الدنيا: {يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ} أي: لمبعوثون فمجزيّون، أي: يقول ذلك على وجه التعجب والتكذيب، والمعنى: فهنا قد صدقنا ربنا وعده، وأحل بالقرين وعيده، كما أشار بقوله:

.تفسير الآية رقم (54):

القول في تأويل قوله تعالى: {قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ} [54].
{قَالَ} أي: ذلك القائل: {هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ} أي: إلى أهل النار من كوى الجنة، ومطالّها، لأريكم ذلك القرين.

.تفسير الآيات (55- 57):

القول في تأويل قوله تعالى: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} [55- 57].
{فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ} أي: في وسطه: {قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ} أي: لتهلكني بالإغواء: {وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي} أي: بالهداية، واللطف بي: {لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} أي: معك في النار. وقوله: